القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 "الحلقة السابعة والثلاثون" 

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️


رغما عنها اصبحت حبيسة غرفته جلست فى ركن بعيد عما يجلس هو لكن بالنهاية هم متقابلين على نفس مستوى النظر 

مسح وجه بضيق وقال وكأنه يخاطب نفسه: 

-انا مقدر خوفك على مامتك وشئ مقدره فيكى جدا، لكن انا مش فى نيتى ابدا أذيها 


خوفك عليها ودفاعك المستميت عنها عاجبنى فيكي اوي زى فيلم بتفرج عليه ومش عايزه ينتهى ابدا عايز لاخر عمري اشوفه قدامي 

يمكن لو كنت مكانك كنت عملت زيك واكتر بس لو قولتك انى مستعد اعمل زيك وادافع عنها هيكون دا شفيع ليا عندك عن كل الغلطات الغير مقصودة 


نظرت اليه غير مصدقة ان هذا الوحش يخرج منه كل هذه المشاعر صدقته وكأنها نسيت كل ما قاسته من صنفه نسيت الامها واستشعرت الالم فى صوته، دقتت النظر له وكأنها لاول مرة تراه عن كثب بعدما ازاح غمامه سوداء كانت تحول بينهم. 

اضاف وصوته اصبح يرتجف وكانه يكتم بكائه: 

- من زمان اوي من وقت ما اتوفت أمي   ما حستش بحنية الأم، وحشتنى كلمة ماما 

كان صادقا تماما فى كل حرف وفى مشاعره وهذا ما يسر عليه الوصول لها، فهرعت باتجاه لتحضنه نسيت كل آلامها من بنى جنسه لتضمه،وكأن يجب عليها احتضان كل شخص يعاني كانت هي ايضا بحاجه لهذا الحضن هذا الجنس البشري المختلف عنهم الذي نصب نفسه وليا علي غيره وميز نفسه عنهم لاول مرة تقترب منه وتكتشفه عن قرب إنه اضعف مما يبدوا عليه. 

تمسك بذراعيها واستند الى ظهرها واستمر فى البكاء استندت برأسها على رأسه وهى واقفه تقوم بدور الأم الحنون حاولت تهدئته وربتت على ظهره ودموعها تجري على وجنتها لم يحتضنها رجلا قط ولم تسمح بذلك طيلة حياتها رغم طوقها لحضن أبيها الذي هجرهم من وقت طويل تركها جائعه لحضن أبوي مات ضميره وهو على قيد الحياه. 

رفع وجهه إليها وعينه تلمع بالدموع ورأي ايضا كيف ابتلت وجنتها بالدموع  ظل ينظر لها عن كثب واستمرت هى بالنظر اليه لأول مرة تصدق كلمة امها بأنه "حليوه"  عينه لونها كالعسل انفه مخطوط كالاغريقين سمرته تعطيه جاذبيه فشلت فى اقصاء بصرها عنه، اتجهت شفاه الى أقرب مكان اليه  وقبلها برقه فراشه حطت على عنقها. 

فى لمح البصر  ابتسم الشيطان الذي فى زوايه الغرفه الشيطان الذي يسعى لهذا الانفراد، الشيطان الذي كبلها عن الحركة وجعلها أسيرة بين  يديه رغم انها طليقة اليدين، خرج الامر عن السيطرة وانساقت معه لتكتشف هذا النوع المختلف عنهم النوع الذي جعلها تقاسي منهم أجمع. 

"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا" 


قنبلة 

صوت انفجار عالى دوي فى الوسط جعل يونس ينتفض من مكانه ومعه ملك نزل عن الفراش وتحرك نحو الشرفه ليرأي فوضي بساحة بيته تحركت ملك من خلفه وهتفت وهى تحاول النظر من خلفه: 

-اايه فى ايه ايه الصوت دا 

استدار ليتجه صوب غرفه الملابس وفتح الخزنه ليخرج منه مسدسه عندما رأت ملك ما بيده حتى شهقت بفزع اكبر من ذى قبل، رأته يتجه صوب باب الغرفه فلحقت به تمسك بيده حتى تمنعه وهى تقول: 

-رايح فين؟ انت مش هتحرك من هنا 

هتف وهو يحاول طمئنتها: 

-مافيش حاجه ما تقلقيش اقعدى بس هنا وما تحركيش لا لما ارجعلك. 

نفضت رأسها  وهتفت برفض قاطع: 

-ومش هتتحرك انت كمان من هنا انا خايفه 


نظر اليها بعمق ثم سال بسخريه: 

-انتى عبيطة هو انتى متجوزه بتاع بطاطا انتى مرات يونس الدهبي اللي يفكر يدوس على ضلك عارف إنه ميت لا محاله،على جثتى فاهمه. 


انهمرت فى البكاء وتملك منها الرعب وهتفت وقدماها بالكاد تسندها، تحدثت بانهيار: 

-يا يونس انا مش خايفه على نفسي انا خايفه عليك 

اوعي تبعد عنى انا مستعده اضحى بروحي عشانك بس ما اتوجعش عليك 

جذبها اليه واحضنها بقوة محاولا طمئنتها كي تعى ما سيقوله، والذي بدئها  بمقدمة تغلفها السخريه : 

- خلينا نقعد هنا وما نعرفش ايه بيدور تحت! ياسلام بقي لو نفتح فيلم كارتون. 


ابعدها عنه وامسك وجها بين يده وقال بجديه وقوة: 

-لازم تعرفى ان الضعف ما يلقش بيكى انا قادر احميكى واحمي نفسي وحتى لو موت وانا بحميكى عندى اللى يحميكى وانا تحت التراب ركزي فى اللي هقوله كويس. 

حاولت بلع كل الغصات التى تتبع كلماته وانصت محاولة التفهم والتنفيذ. 

نظر فى عينيها وهتف: 

-الرصاصة اللى هتقتلك مش هتسمعى صوتها فمتخافيش من صوت الرصاص مهما كان عالى لان دا معناه انك لسه عايشه  اقفى على رجلك واعرفي إن فى جبل وراكي شبح هيبلع كل  اللى يحاول يقرب ليكى فاهمه. 

أؤمات بعدما أعطها جرعة من الشجاعه ولكن صوت الرصاصة التى دوت بالخارج جعلتها تصرخ وتقفز من مكانها. 

اشمئز وجهه وظهرت امارات الغضب على كل تعابيره ترك وجهها وامسك بيدها ليضع براحة يدها مسدسه وقال وهو يسحبها معه للخارج: 

-فى ضيوف لازم نستقبلهم 

التف اليها قبل ان يفتح الباب وأضاف: 

-واكرام الضيف الثقيل قــتله. 

ارعبها  بشره الذي يصحى فجأة تحركت معه للخارج دون ان تعرف أين تمشى هى فقط تمشي على خطاه استمعت الى صوت تبادل اطلاق النار بين طرفي الحراسه والمجهول ظل يراقب المكان ويملى ما عليها فعله: 

-المسدس متعمر، اللى يتعرض طريقك دوسي الزناد بدون تردد  حطى فى بالك اللى هيقابلك هيقتلك يبقى لازم تاخدى روحه جولة تستحق المشاهدة. 

مد رأسة لينظر للأسفل واضاف ملاحظه اخري وكأنها جندى يعرف يقاتل فى  الحروب  ببساله : 

- طلقة واحدة كفاية عشان الخزنه ما تفضاش. 

تقدم ويدها معلقه فى يده فصاحت وهى تكاد تسقط مغشا عليها: 

-انت بتكلم كأني كل يوم فى فيلم بوليسى انا مش عارفه امسك البتاع دا ازي؟ 

هتف دون اكتراث: 

-مش بتفرجى على افلام ومسلسلات اتقمصيلى دور اى حد مسك مسدس مش عايز منك غير انك تثقى فى نفسك وتدركى انك تستحقى الحياة. 

أؤمات فقط واجفلت لتأخذ نفس عميق ولكن عندما فتحت عينيها من جديد كان اختفى شعرت بالخواء وهى تتحرك بحذر لا تعرف اين تمشي صوت الرصاص المتبادل لم يقف نزلت الدرج وهى تحاول البحث عنه لكن لا يوجد له اثر فجأة اقتحم احد الرجال  البيت بيده مسدس، صرخت من مباغته  فتوجه نحوها لكن هيهات "يونس" ظهر من خلفه وأمسك بعنقه ليديرها للجانب بحرفيه استمعت لصوت طقطقة وارتمى الرجل للارض. 

نظر لها وهتف بجدية  : 

-مش قولتلك ما تخافيش 

اؤمات بخوف وهى ترد: 

-حاضر حاضر والله انت مخونى اكتر منهم 

اقتحم الباب رجلان اخرين فأشتبك مع يونس صوبت المسدس امامها وهى تتابع حركة يونس التى تحاول صد فقط هجماتهم وبرغم من انه لم يتمكن منه أحد إلا انها كانت مرعوبه من ان يمسه سوء تعلقت عينها عليه وهو يحاول صد هجماتهم وتأهبت للقضاء عليهم، تمكن منه الرجل الضخم وقبض على عنقه من الخلف بينما لكمه الاخر فى بطنه، غضبت ملك وكان الغضب هو المحرك الذي جعلها تضغط على الزناد وتصوب تجاه من يضرب يونس صوبت نحو رأسه وتحسبت حتى لا يفلت من نيشانها وضغطت زر الاطلاق، وبرغم من انها صرخت وتراجعت  عقب اطلاق الرصاصة الا أنها نجحت فى اصابة قدمه

سقط متأوها والدماء تسيل منه واشتبك يونس ليخلص نفسه من الاخر ودارت بينهم الحرب سيجال تبادل فيها  اللكمات حتى استطاع الرجل الضخم أن يسقط يونس ارضا وجسم على جسده واخذ يلكمه فى وجهه جاهد يونس فى دفعه عنه لكن حجمه ضعفه بمرتين، وعندما بدا الرجل فى لكم يونس فى وجهه اطلقت ملك رصاصة من خلفه فجعلت الدماء تنتشر على وجه يونس وسقط الضخم جاثيا على رأس يونس،استمرت ملك باطلاق الرصاص فى جثته لتشفى غليلها من لكماته التى وجهها ليونس. 

دفعه "يونس "عنه بكل قواه ونهض ليقول لها ووجهه يمتلي بالدماء: 

-مش قولتلك طلقة واحده. 

رفعت كتفها وهى لا تزال تمسك بالسلاح واجابت: 

-حاسيت إنه يستاهل أكتر. 

قضب حاجبيه وردد متعجبا: 

-حسيتى 

هتفت وهى تنظر لوجه الذي امتلاء بالدماء وقالت بتأثر: 

-ما استحملتش أشوفه بيضربك

ابتسم نصف ابتسامه وأوضح فكرته: 

-انا متعمد أخليه يضربنى عشان أشوفك اتعلمتى الدرس ولا لاء

نظرت اليه بتعجب وعقدت حاجبيه،ثم هتفت: 

-درس انت كنت بتختبرني فى ظروف زى دي

جاوبها وهو يخرج هاتفه من جيبه: 

-ايوا يا ملك انا أعرف كويس أحميكى بس كنت عايزك تطلعى الشجاعه اللي جواكي وتصرفي بإنك فعلا مرات الحوت. 

بدأت تحاول استيعاب عقلة الذي يفكر بشتى الطرق فى وقت واحد رجلا غيره كانت اربكته الحرب لكنه لم يكن كذالك ربما هذا ما يجعله يقف ثابتا مستعدا رغم كل ما حدث وهذا ما يجعله الحوت. 


دخل اليه ما تبقى رجالة والذين جائوا للاطمئنان 

وعندما شاهدهم " يونس " تحول واعلن شراسته وهو يهتف بصوت جهور ولهجه انجليزية صميمه: 

- كنتوا فين؟****** ازاى يدخلو البيت وانتم برا؟ 

وضع الرجال الضخام وجوهم بالارض تعبيرا على حزنهم وعجزهم من عنصر المفاجأة الذي قضي على عزيمتهم فى الحماية 

لوح يونس باصبعه وهتف: 

-حضروا الرجالة لازم نرد الهدية بسرعة،طوقلي البيت بالحراسه  . 

انصرف الرجال وبقيت ملك التى تابعت المشهد بذهول كيف لهذا الوحش ان يكون معها بهذا اللطف واللين بل ايضا هى من يقول لها my Queen 

التف لها فقالت باعجاب وفمها مفرغ: 

-تجنن يافخر العرب 


لم يفهم سبب هذا الانبهار وتسائل بدهشة: 

-انتى اتجنتى من اللى شوفتيه ولا إيه؟ 

اقتربت منه وعينها تجول فى هيئته وتحولت سريعا نبرتهاللجديه وهي تسأله: 

-هو ايه اللى حصل مين الناس دول؟ 


اجابها وهو يمسح الدم عن وجهه: 

-دول رجالة كاليكو جيسي بعتاهم

فجاة ارتعبت عند ذكر اسم الملعونه وسألت مستفسره: 

-ليه عايزه ايه؟ 

نفض رأسه ليطمئنها وقال: 

- ما تقلقيش هى بس بتهزر 

رفعت جانب فمها وكررت هازئه: 

-بتهزر كدا اومال الجد هتعمل إيه؟ 

اجابها وهو يلتف عنها : 

-الجد هوريهولها أنا 

امسك هاتفه ليجري اتصلالاته يبدو كم يحشد حشد وينوي نية لا تبشر بالخير. 

"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا" 

"بريهان" 

ظلت ساكنه على صدره العاري بعدما انتهى كل شئ حاوطها بيده ذهبت لحظات الجنون وبقي الندم لم تصدق أنها خاضت تجربه كهذه معه ولا تعرف من أين أتتها الجراة لتفعل هذا شعرت بالخزي والألم لكن فات الاون لا البكاء سيعيد ما كان ولا الندم سيجعلها تستعيد احترامها لذاتها بكت بحرقه حتى بللت صدره واخرجته من حالة الصمت التى إعتراته رفع رأسه لينظرها ويسأل: 

-مالك؟ بتعيطي ليه؟ 

اذداد شعورها بالخزى وتشتت بأي صورة تظهر الانثي المحطمه أم القويه التى لا يؤثر فيها ما حدث وسط كل هذا انفجرت فى البكاء أكثر ظلت عاجزة وكأنها سقطت فى بحر أمواجه المتلاطمه تزايدت دموعها وتعالت شهقاتها حتى ضاقت انفاسها فاندفع تماما عن الفراش وهو متمسك بها بقوة، هتف بقلق من بكائهاوانهيارهاالذي شتت افكاره: 

-ببراحه بس انتى بتعيطى ليه؟ انتى خايفه منى؟ ولا زعلانه على اللى حصل؟ فهمينى عشان اساعدك 

لم تكن تسمعه لتجيب واذدات اكثر بالبكاء وغطت وجهها بكفيها وانفاسها تتصاعد، اندفع عن الفراش ليرتدى سرواله سريعاخشية من تطور الامر وهرع الى قنية المياه القريبه وصب كوبا من المياه فى سرعه 

وقال وهو يسند راسها ليساعدها على الشراب: 

-اشربي اشربي طيب وطمنينى 

بصعوبه ارتشفت منها ثم دفعتها ونظرت اليه وعينها قد اصبحت كتلة من الدماء تحسس بشرتها وقال بهدوء: 

- إهدي ما تخافيش أنا عمري ما هغدر بيكي أنا خلاص مش عايزك تبعدى عني. 

لملمت ملابسها التى تخلت عنها بكامل إرادتها ونهضت لترتديها، ثم تحدثت بصوت متعب: 

-انا مش هقعد هنا 

جلس على طرف الفراش عندما ادرك أنها عادتت لعنادها وسأله سؤال افتراضي: 

-يعنى لو روحتى لمامتك هتبقى كويسه اكيد هتقلق عليكى خليكى هنا وارتاحى وانا مش هضايقك واللى انتى عايزاه هعملوا. 

مسحت وجهها وعادت تجلس بيأس لا تعرف بما ستمهد لوالدتها ما حدث وسألت فى يأس: 

-هنعمل إيه فى المصيبة دي؟ 

نهض وهو يقول دون مغلاه: 

-مافيش مصيبه ولا حاجه انتى بقيتى مراتي والموضوع انتهى. 


حتى هذا لم يجعلها تطمئن كيف وهي التى عانت من اب مهمل واقسمت ان لا تكرر معاناة أمها لا تريد خوض تجربة عاشت مرارتها منذ نعومة اظافرها ولن تتقبل فكرة كهذه، سالت دموعها من جديد لقد ضربت فى لحظة طيش حياتها بالكامل وافكار عاشت على ان فى الوحدة قوة وأن طالما قلبها لم ينبض فهى ليس لها نقطة ضعف. 

لم تنتبه انه اختفي لحظات حتى عاد من جديد وقال وهو يعينها على النهوض: 

-انا جهزتلك الحمام خدي دش دافي وانا هستناكي. 


كانت فكرة جيده وكأنه يشعر بالآمها التى لم تنتبه اليها بسبب ما اصابها من تشتت. 

"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا" 

"فريد" 

طرقات الباب جعلته يفزع وانتفض يسأل والده مين اللي جاي دلوقت، اجابة منصور بضيق: 

-قوم افتح وانت تعرف 

كان مرعوب من يونس من ان يردبطريقة غير متوقعه تفاجأئه لم يكن يحسب لها حساب، تحدث وهو ينظر باتجاه الباب: 

-تفتكر  مين؟ 

رد منصور وقد ضاق من خوفه وضعفه الشديد: 

-يااا بوايا عليك قوم يا ابنى افتح 


تحرك بحذر نحو الباب وما إن فتحه حتى تفأجئ بلا احد، تقدم للامام ليكتشف ولكن اصتدمت قدمه بصندوق كرتونى مغلف بشريطه مال ليلتقطه رغم ما اصابة من ذعر من تلك الهدية، دخل الى والده وهو يصيح بفزع: 

-بص شوف المصيبة 

نظر "منصور" سريعا باتجاه ولم يفهم سبب ذعره بعد 

فأوضح فريد وهو يضع الصندوق على الطاولة بينهم: 

-لاقيت دى يا تري مين باعتها وفيها إيه؟ 

نظر منصور مستخفا له وقال: 

-اكيدقنبلة

استرسل قبل أن يفقد أعصابه: 

-افتحها يا ابنى وانت تعرف 

خرج مازن من غرفته ليرأي تلك الهدية الغريبه بينهم فسأل وهو يوزع نظره بينهم وبين الهدية: 

-إيه دي؟ 

اجاب فريد وهو يشرع فى فتحها: 

-مش عارف 

اخيرا ازاح الغلاف عن الصندوق وفتحه ومنصور ومازن فى ترقب شديد حتى كشف عن ما يحتويه الصندوق بظهور ملف خفيف تفحصه بيديه وقلبه يمينا ويسارا دون أن يجد هوية المرسل،وصل الى مابداخله والذي كان عبارة عن جواب وفلاشه. 

التقطت مازن الفلاشة واسرع بضبطها على التليفاز وفتح "فريد" الجواب وما إن قرأ محتواها حتى تبدلت تعابيره ولمعت عينها بالدموع وكلما تحركت عينه على سطر اذداد سوءً، ظل ينظر اليه منصور ويكرر سؤاله الذي يبدو أن فريدلم يسمعه ابدا : 

-فى إيه الجواب؟ مين باعته؟ 

الصوت الذي بين الاسطر كان قوي لا يسمح بمشاركة احد، برغم أنه كان يقرا بعينيه لكنه كان يسمع الكلمات بصوت"يــونـس "الذي انتظر انتقامه ولكنه جاء رحيما على هيية كلمات وفلاشة كما ظن. 

قال فى خطابة الذي ظن أنه مجرد كلمات على ورق: 


-برغم إنك عارف إن منصور ما يفرقش معاه انا ولا انت لكن انت فضلت تحط ايدك فى ايده وتمشي على هواه احب أقولك إني مش هشغل نفسي بالبراة من كل اللى قولتوه، مش هقولك انا وانت كنا إيه عشان احنا خلاص كنا واللى فات مات، اللى عايزك تعرفه فى  الفلاشه اللى مع الجواب، وصدقنى دا مش نوع من انواع الانتقام دا شفقة عليك من أنك تكمل فى حرب إنت اللى هتخسرها فى الآخر،كفايه اللى خسرتة لحد دلوقتي. 

احب أعرفك وبالدليل "مازن" مش أبنك زيه زي ملك بالظبط حنان ما بتخلفش أصلا، وقبل ما تقول ان يونس كداب شوف كلامها واعترافها صوت وصورة 

وانزل اعمل تحليل بنفسك فى المكان اللى يعجبك وأنا مش فى البلد، انت مش مصدقنى لأ، أنت مش عايز تصدقنى. 

عموما زى ما قولت فات اللى مات. 

ترك الورقة والصدمة على وجهه تزامن خروجه من هذاالخطاب انتهاء مازن من ضبط الفلاشة ضغط زر التشغيل وقفزت صورة حنان وهى تحكي الحكاية كاملة.

"جميع الحقوق محفوظةلصفحةبقلم سنيوريتا" 

"فادي" 

خرجت من الحمام بعد مدة فوجدته ينسق الطاولة الصغيره ويضع عليها اصنافا من الطعام تقدم اليها بابتسامة وبيده كوبا من عصير البرتقال الطازج 

هتف عندما اقترب منها: 

-بقيتى أحسن 


ضمت بيدها اطراف الرداء القطني على  عنقها وهتفت وهي تتحاشي النظر فى عينه: 

-بقيت أنيل 

تغضن جبيه وسألها بفضول: 

-انتي ليه وليه مفتريه كدا؟ 

تعجبت من وصفه لها ولكنها لم ترضح وردت عليه فى ضيق: 

-عشان دا اللى تستاهله انت وأمثالك. 

رفع حاجبيه ثم تحدث بيأس: 

-اه انتى هترجعي بقى تفوقى عليا، طيب قدرى حتى اني لسه..... 

قاطعته بشراسة: 

-ما تكملش لحسن وديني ا.. 

قاطعها هو موضحا بجدية : 

-مهديكي دا اللى كنت هقوله

اطبقت فمها ظل يرمقها بعيناه العسلية وأردف هو: 

-ارجوكي ما تفرضيش من دماغك اللى عايز اقوله لأنك بسم الله ماشاء ما بيجيش فى دماغك خير ابدا 


اشار الى الطاولة ليقطع حدة الجدال بينهم وقال: 

-ممكن تتفضلي تيجى تاكلي 

وقبل ان يحصل على رد اقتحمت طرقات الباب مدارهم فزعت على الفور لكنه اشار باصباعيه ان تهدأ، صاح بصوته فى حده: 

-مين؟ 


جائه صوت والده الغاضب: 

-هيكون مين افتح خلينا نشوف هنعمل ايه فى المصيبة دي

نظرت بريهان اليه بشك ونفس الشك ساور فادى محاولا فهم كيف عرف والده بما حدث بينه وبينها لكن اصرار والده ولكمه على الباب المتزامن مع صوته الغاضب: 

-افتح يا بنى ادم انت 

جعله يتحرك صوب الباب ليفتحه، ازاح الباب بينه وبين والده والذي اندفع للداخل  وبالنظر الى جانب الغرفة لاحظ طاولة طعام كذلك كوب العصير الذي بيده فاذدا غضبا وهو يزجره: 

-الله يخرب بيتك، انت قاعد هنا وعاملى جو واحنا بره فى مصيبه. 

ساله فادى وهو لا يزال لا يفهم: 

-مصيبة ايه؟ 

امسك شوكت بساعده فى قسوة ودفعه نحو الشرفه وهو يجيب: 

-بص شوف اخر عمايلك، يونس حطنا تحت الاقامة الجبرية 

ضيق فادى عينه وهو يراي جيشا يحيط بمد بصره حول الفيلا وعلق باستياء: 

-ازاى يعمل كدا هي البلد مافيهاش قانون ولا ايه؟ 


علق والده ساخرا وهو يشير اليهم: 

-وهي لو كان فيها كنت انت خطفت اخته! 

التف فادى ليضع كوب العصير على اقرب طاولة ولكن شوكت اتجه صوب بريهان وامسك بساعدها وهو يهتف: 

-يلا عشان تمشي انتى كمان. 

وقبل ان تتخذ خطوة واحده قفز فادى ليبعده عنها وهو يقول: 

-بريهان مش هتحرك من اوضتى 

لطم والده كفيه ببعض وهو لايفهم اين سيأخذ العناد إبنه بعد كل ما حدث، متحدثا بانزعاج: 

-انا عايز افهم انت هتوصلنا لفين اديلو اخته يمكن يحل عن سمانا ويخفف العقاب. 

دفع بيريهان خلف ظهره وقال بحده: 

-ما بقتش اخته بقت مراتي. 

ضيق شوكت عينه فى محاولة ادراك ماحدث لتو والذي يتضح عليهم واتسعت عيناه وهو ينظر لهيئتها مستدركا الأمر وصاح فى جنون: 

-الله يخرب بيتك  انت ايه دماغك دى متركبه شمال 

أنت عايز تعمل فينا إيه تاني؟ 

مسح كفيه ببعض وهو يسترسل: 

-خلاص قفلت زى الدمينو يونس جاب درافها، الحل الوحيد انك تديله أخته ونستسمحه 

لم يجيبه فادي ظل ينظر له بجمود دون أن يترف له جفن، لم يكن يعلم أنه إتخذها رهينه للضغط على أخيها وأصبح هو رهينتها. 

"بريهان "كانت فى صدمة لا تعرف ما هو الشئ الذي يتوجب عليها فعله، لكنها فرصة جيده لتنهى هذا الكابوس الذي تمنت أن ينتهي لذا نطقت لتنهي حرب الصمت بينهم ب: 

-انا همشي انا وماما 

تهلل شوكت وهو يرد: 

_عين العقل

جوابها كان صادم لفادي فانتقل ليقف الى جوارها ومال ليسألها بصوت منخفض: 

-ايه اللى بتقوليه دا انا مش قولتلك عايزه اكمل معاكي. 

التفت له ورفعت عنقها لتنظر لعينه وتجيب متحديه اللعنه التى سقطت عليها وقيدتها أمامه: 

-همشي يعني أمشي 

حدق اليها طويلا متسائلافى نفسه ما طريقة تفكيرها التى تجعلها فى لحظة بين أحضانه وفى لحظه اخري تنوي الرحيل. 

طرقات الباب المسرعه هي قطعت تواصلهم البصري التف الجميع نحو الطارق وكانت الخادمة التى انتشر على وجهها علامات الرعب، قالت وهى تستعجلهم: 

-الست هانم والده الاستاذه بريهان تعبانه. 

اتسعت عين بريهان ولم تنظر ثانيه ركضت بسرعه وتبعها كلا من فادي وشوكت. 

" جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا "


"فريد" 

بعدأن اتضحت الحقيقه اظلمت الدنيا بعينه فسقط ارضا لا يدري بمن حوله، اسرع منصور لمحاولة انعاشة بينما وقف مازن متصنما من هول ماسمع عقله يحاول الاستيعاب والتقبل لقد أصبح هو ايضا بلا نسب تماما كملك توقفت اللحظات بعدما انتهي الفيديو وما بقى الحديث معنى، ضرب يونس ضربتة القاضية والتى لم يكن منصور يعرف عنها أي شئ حاربه بعلمه بأشياء لا يعرفها عن عائلته لم يرد بالطريقة التى يتوقعها بل جاء ليقضي على توقعاته، لم يقطع هذا الصمت الا صوت ارتطام جسد فريد بالأرض فاقدا للوعي. 

"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا" 

"بريهان" 

جلست امام والدتها التى تصلبت عينها بسقف الغرفة وانفاسها متلاحقة وشفاها زرقاء لا تقوي على ردة فعل او حتى طمأنت ابنتها التى تمسك بيدها وتقبلها طاره وتملأها بالدموع طاره، استمر التوتر والقلق حتى جاء فادى مسرعا يدخل الطبيب وهو يهتف: 

-بسرعه الحقها بسرعه ارجوك

بدا الطبيب بالفحص ومن ثم امر بجلسة فورية لتوسيع الشعب الهوائية. 

ابتعدت بريهان وهى تضم ذراعيها وترتجف اقترب منها فادي وحاوطها بيده وضمها الى صدره لأول مرة تترك نفسها فى حضنه دون اعتراض سمحت لنفسها بالاتكاء بعد سنوات طويلة قضتها تتكأ على نفسها 

شعرت بشئ من الاطمئنان وكأنها تستند إلي جبل كبير 

هو ايضا شعر أنها مسؤليته ومن تلك اللحظة هي عائلته، هتف مطمئنا: 

-هتبقى بخير إطمني. 

ظلت ساكنه وهى تضع يدها على صدره وتحاول الصمود وهى تنظر لوالدتها والطبيب يحاول اسعافها لاحظت ابتسامة والدتها المطمئنه وهى تراها مع فادي أؤمات لها كي تتنازل عن كبريائها وتستمر مع فادي الذي تراه مناسب لها تماما فهمت بريهان نظرة عين والدتها وأؤمات لها هي الأخري بالقبول. 

"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا" 

"يونس" 


غير مكان سكنه الى آخر وانتقل هو وملك اليه بعدما خطط فى اقتحام منزل جيسي بطريقته الخاصة ووضع هديته بنفسه حتى تعرف من هو يونس. 


تسلل الى فيلاتهم والتى كان يعرفها كما يعرف باطن يده مشي فى الطرقة الطويلة بخطوات واثقة وكأنه يمشي فى بيته لا يخشي اي أحد ولا يهاب ذلك الظلام الذي يحيط بالمكان دلف الى غرفتها بهدوء واغلق الباب من خلفه كل غايته هو أن لا تستيقظ 

الآن يريد ان تستيقظ صباحا فترأي مفاجأته وإلا فلن تكون مفاجأة. 

وضع صندوق خشبي صغير بجانبها على الفراش ثم  إبتسم ابتسامة مميته وغادر كما جاء مختفيا فى وسط الظلام. 

.............................. 

عاد الي منزله 

وعلى الفور هرولت اليه" ملك " وقالت وهى يظهر على وجهها علامات الذعر: 

-كنت فين يا يونس انا قلقت عليك؟ 

ضمها اليه اولا كي تطمئن وتهدأ ثم قال متعجبا: 

-إيه اللى مقلقك كدا؟ 

هتفت وهى تتشبث به: 

-معقول مش عايزني اخاف بعد كل اللى حصل 

نظر اليها ساخرا وعلق: 

-دي الكاميرا الخفيه، اومال بقى لو شفتى فقرة الساحر 


تبدلت نظرتها القلقة الى اخري غاضبه بطفولة، وردت فى عصبيه: 

-ما تهزرش احنا كان ممكن نموت 


نفض رأسه واستمر بمضايقتها بعدم اكتراثه: 

-اجمدى كدا ووحدى الله،هم شوية بوم العيد دول اللى هيموتونا! 


زمت فاها واتسعت عينها وصاحت به: 

-انت بتقول على قنبلة وضرب النار دول بوم العيدهو انت ليه محسسنى انك شغال فى عصابه؟ 

اجابها ببروده وهو مستمتعا بمناقشتها: 

-دي قنبلة خفيفه مش حاجه يعنى وبعدين انتى جبانه كدا ليه انتى معاكي أســـد

سرعان ما خرجت من غضبها وسكتت قليلا وهى تنظر له، وقالت بغرور:  

-المفروض تشكرني إني انقذت حياتك 

نظر اليها مبتسما من غرورها الواهي وقال وهو يخطتفها عن الارض بين يديه : 

-ابقى شوفى حد بقى ينقذك من اللي هعملو فيكى.. 

.......... يتبع

هي ملكة_سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة" ♕

لايك  وكومنتات كتير دلعو يونس كتير عشان هيدلعنا هو الحلقات الجايه 😂😂😂

تعليقات